الثلاثاء، 29 يونيو 2021

ما بننساش ..بقلم الشاعر محمد طنطاوي

 



ولقمة شوق

نغمس بيها أوجاعنا 

ماتشبعناش

ولا لقانا غزل مواعيد

ولا زارنا قريب وبعيد

يفرح قلبنا بيهم

وبيتنا اللي صبح أركان من الذكرى

 بتحدف دمعنا ليهم

وكانوا أهلنا وناسنا

فاتونا وهجرهم داسنا

وحتى الكلمة لو نزعوها من جوه الصدور الحلك

مابتشبِعش إحساسنا

لاعشرة بترهن الأحلام 

على ضهر العشم فيهم

ولا ف بعادهم ارتاحنا

دفنا الحزن ف قلوبنا

وكان توبنا

الرضا والصبر ع المقسوم

وجه اليوم اللي نتلهف

لضحكة تطل ف قلوبنا

وكلمة تدادي أرواحنا

ونشحت أي لحظة شوق

بتنزف من قلوب الناس

ونتدارى ف جحود وبعاد

ده مهما اتعاد علينا العمر من تاني

زمانا هينسى لقيانا ومايجمعناش 

وبيتنا من إزاز مكسور

لا عمره سترنا ولا ساعنا

ولا الضحكة اللي راسمينها

بتقدر تمحي أوجاعنا

ومهما تحن أرواحنا

لايوم هنداري ف جروحنا

ولا بننساش

.......

محمد الطنطاوي

٢٧/٦/٢٠٢١

الخميس، 17 يونيو 2021

الاٍلهام الشعرى .. بين التفسيرات الماورائية وحساسية الشاعر تجاه العالم بقلم الناقد محمد علي عزب




الاٍلهام والوحى مصطلحان متردافان ارتبطا بالشعر والآداب والفنون منذ القدم,  والاٍلهام هو : المُحفِّز والمُحرّض على الكتابة الاٍبداعية وليس  لمجيئه وقت محدد اٍذ أنه يأتى بشكل مفاجئ, ويمكن أن نعتبر أن الاٍلهام هو سِرّ الموهبة الشعرية, وقد تنوعت الآراء بين القدماء والمحدثين حول منابع الاٍلهام الشعرى وماهيته, فالأساطير الدينية لدى الاٍغريق  كانت تُقرّ بأن هناك اٍلها للشعر والفنون والموسيقى هو الاٍله "أبولو", الذى يسكن  فى جبل الأوليمب ويعزف بقيثارته الذهبية ويلهم الشعراء ما يقولونه, وقد اعتقد الاٍغريق بوجود ربّات للشعر تسكن مع "أبوللو" فى جبل الأوليمب, وتختص كل ربة من  تلك الربَّات بغرض أو نوع معين  من أنواع الشعر,  وتتأمر بأمر الاٍله "أبوللو" فى اٍلهام الشعراء, فهناك ربة للشعر الملحمى وأخرى للشعر الدرامى وأخرى لشعر الغزل وهكذا, وقد كان العرب فى العصر الجاهلى يعتقدون أن لكل شاعر جِنِّى أو شيطان يوحى له بالشعر, وأن شياطين الشعر تسكن فى واد يُسمى وادى "عبقر" نسبة اٍلى العبقرية والتفرد, وكان لكل شاعر شيطانه الخاص, فمثلا تجد أن العرب أطلقوا على شيطان الشاعر لُبيد بن أبى طرفة اسم "هُبيد" وقالوا : "لولا فضل هُبيد على لبيد", واٍلى جانب اعتقاد العرب فى الجاهلية أن لكل شاعر شيطانه الخاص,  فقد اعتقدوا أن هناك  شيطانين رئيسين للشعر هما  ( الهُوير وهو شيطان الشعر الجيد, والهَوْجَل وهو شيطان الشعر الردئ )1, وهذه النظرة الماورائية  للاٍلهام والاٍبداع الشعرى مرتبطة بالفكر المثالى الماورائى "الميتافزيقى" فى الحضارات القديمة, وهو فكر لا يهتم بدراسة طبيعة وظواهر الأشياء المادية بل يهتم بمعرفة ماوراء الطبيعة المادية, والجوانب النفسية والروحية والظواهر الغريبة مثل الجن والأشباح, ويفسر الاٍبداع الأدبى والفنى على أنه ظاهرة من ظواهر الطبيعة تتحكم فيها قوى خارجية خفية سواءا كانت هذه القوى الماورائية اٍله أو جِنّى, وقد تجاوزت والآداب والعلوم الاٍنسانية والفكر الحديث هذه النظرة الماورائية, وتعاملت مع الاٍلهام على أنها نوع من حساسية المبدع تجاه العالم والذات والآخر, وطاقة انفعالية محفزة على الاٍبداع الأدبى والفنى, تساهم فى تكوينها  عدة عوامل نفسية واجتماعية وثقافية, وفى الشعرية الحديثة والمعاصر هناك رأيان بخصوص منبع الاٍلهام وماهيته, وهذان الرأيان مرتبطان ارتباط وثيقا بحساسية الذات تجاه العالم, والرأى الأول  منهما يقر بأن الاٍلهام عملية واعية تنبثق من وعى الشاعر, والرأى الثانى يقر بأن ( الاٍلهام ينبثق من اللاوعى, وهو نتيجة مكبوتات انفعالية  تظهر على السطح عبر قناة اٍبداعية )2 .

وسواءا كان الاٍلهام منبعه هو الوعى أو اللاوعى الذاتى للمبدع الذى يتأثر وينفعل بالعالم وظواهره وأشيائه,  فاٍن الاٍلهام وحده لا يكفى لكتابة نصّ شعرى, اٍذ أن الشاعر لا بد أن يمتلك أدوات فنية وخبرة جمالية قارة فى الوعى والوجدان, تمكنه من صياغة النصّ الشعرى واٍعطائه مشروعية وجوده, فاٍن كانت الكتابة تعتمد على معرفة أدوات صياغة الشعر  بدون وجود موهبة أو اٍلهام تعتبر نوعا من التنصنّع يفتقد للحساسية الشعرية, فاٍن الاعتماد على الاٍلهام وحده دون امتلاك أدوات فنية وخبرة جمالية يُفقد النص صفة الاٍبداع ويصبح مجرد ارتجال أو فضفضة عشوائية, فالاٍلهام وامتلاك أدوات صياغة الشعر متلازمان ولا تتحقق شعرية الشعر اٍلاّ بوجودهما معا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ شفيق معلوف ـ مقدمة عبقر ـ منشورات العصبة الأندلسية ـ ص 1949م  ـ   نقلا عن المعجم المفصل فى اللغة والأدب  ـ د. اٍميل بديع  ود. ميشيل عاصى ـ دار العلم للملايين ـ بيروت 1987م  المجلد الأول  ص 216

2ـ معجم المصطلحات الأدبية المعاصرة ـ عرض وتقديم وترجمة د . سعيد علوش ـ دار الكتاب اللبنانى ـ بيروت 1985م   ص39 

* مقتطف من كتابى النقدى "مقاربة مفهومية فى المصطلح الشعرى المعاصر" ـ قيد الكتابة والمراجعة

الثلاثاء، 15 يونيو 2021

الأحد، 13 يونيو 2021

يا لظلم القاهرة !شعر /خالد إبراهيم

 قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏

ما كنت أحسب أن ما فيك
خيالات ووهم
ما كان أملي أن يموت الحب
بين جفنيك
ويسيل دم العاشقين على الرصيف
لو كنت أعلم ما أتيت
لكنها الأقدار ساقتني إليك
قالوا بأن عيون ملهمتي هناك
حيث المسارح والمطارح والفنون
وبأن أغلب أغنياتي سوف تثمر
أجمل الأغصان في تلك البطون
وبأن مزمار الحياة بدربها عال
سترتاح الجفون
قالوا بأن ثقافة البلهاء فيها تفتضح
وبأن ركاب السفينة عابرون
والشمس تشرق من جبين الكاتب المغمور
فيها والعيون
وبأن تلفاذ المدينة عائد
بل عازم ألا يهون
سيعيد تذكرة الخلائق بالفنون
ويسجل التاريخ من فوق المعابد
قصتي..أو يسطرون
لكن أحلامي توارت وانزوت
خلف أوهام الظنون
ووجدت نفسي لا أرى
غير التملق والرياء والسكون
يا قاهرة
أحببت فيك براءة الأطفال
في زمن كئيب
وكرهت فيك الزيف والدولار والأسفلت
والرمل الكثيب
فقلوب قاطنيك كالحجارة
وأناسك الشرفاء مقهورون
ينعقون كالبومات عند أول الطريق
لا شيء غير أول الطريق
فالموت عند أول الطريق
والحر والبرد والجوع والعراء
عند أول الطريق
لا شيء غير أول الطريق
حاولت أنأقاتل الظنون
وأقاوم التيار والهمومب
وأعاند الأمواج في البحور
وأكون مثل النسر والصقور
لكنني هويت
فانتهيت
....
خالد إبراهيم

اسير ف الكون ...بقلم الشاعر / خالد أمين شديد

 قد تكون صورة لـ ‏‏طائر‏ و‏طبيعة‏‏

 

بتسيبني لوحدي 

اسير ف الكون

عصفور وبعافر  بجناحى

خرجتني من قفصي المسجون

والكون بيضيق جوه  براحي

ولا غنا ولا صوت

غير طعم الموت

احساسه...يزوِّد فى جراحي

وازاى انا اعيش

منتوف الريش

ولا فارق ليلي وصباحي

قلبي المكسور

..مطفِّي.  النور

وفارقت سعادتي وافراحي

ومعاك انا اكون

فرحان مجنون

 وارقص مع ألمي وأتراحي

وباحاول اقوم

من اى هموم

مهو فرحي.. هدفي وكفاحي

انسجني حرير

لاجل اعرف اطير

يمكن يسكن كل نواحي

....

خالد أمين شديد

 

 

الجمعة، 11 يونيو 2021

من علم الناس..بقلم / عصام عبد المحسن

 


من علم الناس 

أن يزرعوا الحقد؟!

ويطلقوا 

من عيونهم الرصاص

على البراءة 

و تعاليم الخلاص.

يجففون طين الله

من عرق الأتقياء

يخرجون الأنبياء 

من قلوبنا عنوة

يطاردونهم

في ساحات الذكر

في الميادين 

والشوارع

والأزقة

والنجوع

يشعلون النار 

في الأشجار

تين

وزيتون

وكل  الحقول ؟!!

من علق الأشجار صلبانا

مرة آخرى

ليصلبنا جميعا

بلا رسالة ندعو لها ؟!

من حاول شق البحر

ليدفعنا 

إلى جوفه

أفواجا و أفواجاً،

وأفواجا، 

ليغرقنا بلا هوادة

ويظل وحده

على البر ساجدا

لصاحب الإمارة؟!!

من ظنها النهاية بين يديه؟!!

ليقيم ملكوتا جديدا

في الأرض

فلا تهبط إليه الملائكة 

ثانية

ولا يعبر 

إلى خندقه أي كائن

من ظن أنها له البداية

ليقيم وحده على الكون القديم

صلوات الجنازة

ويعيد تشكيل الوجود

كما يشاء

أو كما يريده

أصحاب الوصاية.

فيا كل البشر

وأنتم آيات الله

في الأرض

كيف استطعمتم

طعم خديعتكم

وتلذذتم 

بمذاقات العدم؟!!

و تقبلتم 

أن تمحى الأسماء جميعا

من داخلكم

وخيّل لكم

أنكم ملائكة الأرض

لا قابض للأرواح بينكم

ولا أمين قادما

يحمل تحت جناحيه 

تنزيل هداية

وأن العرض القادم

لا تعاليم به

وجديد الأسماء نافل

ولا عصيان يعقبه الهبوط

وثمار الأشجار مشاع

والمملكة بطول اليابسة

خضراء

وكل شوارعها روضات 

و الوالي

سيجلس فوق الكرسي

ليطبّق 

كل قوانين اللعبة

بين فريقين 

متحابين

ليفوز الأثنان

وساعات النوم، 

طويلة

تجتاز الليل

وتلتهم النهار

والأكل سبيل

بغير مقادير

ولا شقاء من أجل عيش

والسجود عادات قديمة

والحياة لا نهاية لها.

وأن الله سترحل ذكراه

كما رحلت كل الأشياء.

يا أخوتي الضعفاء

لا..

لن يستبدل الكون

إلا مالكه

ولن يمحو الأسماء

سوى الموت

وحادثة الطرد الأولى

 تكرار ....

إن فنيَ العالم

قبل حلول الأوان.

.......

عصام عبد المحسن


أخبي ازاي.. بقلم الشاعر محمد طنطاوي



واداري ف لوعتي وحيرتي

وشيبتي اللي بتنخر عمري زي السوس

وحلم اشتاقتله وسابني

طريق بمشيه وفوق كسر الأماني بدوس

وانا المحبوس ف حرماني

بشوفك ضي جاي بعيد

اداري ف وشي م التجاعيد

واحبك بس مااحلمشي

واداري ف لهفتي وامشي

الاقي العمر راح ليك

وجوه القلب ألف لسان بيترجى الأمان فيك

لا عمري بلعت أشواقي

برغم ان السكات مفروض

وتد زنهار على ضلوعي

ولا كان الكلام طوعي

بيعصر حزمة الأحزان ويسقيني الألم واسكر

ماكنتش بعزف الأوجاع على الحلم اللي متفسر

 ولا بحسبها من عمري

ولاقلبي اللي متعلق ف أحلام الهوى الدايبة

مرجعني لسنين خايبة

لا داقت مر أيامي

ولا بتلحق عيوني تنام وتشبك وصلك الدافي ف بواقي الشيب

وكان طيفك بيفرش عمري قدامي

ويوصل ف اللي متبقي لحدود الغيب

اخبي ازاي

وكان يمطر شروقك ضلة الحواديت

يا بوح اخضر ف توب العيد 

ببوح وعنيك تسمعني

وجواكٍ الحنين نساي


محمد الطنطاوي


عصفور أحمر..قصة قصيرة بقلم الأديب..طه سنجر



          كانت الشمس تلملم بقاياها وتحزم أمتعتها استعدادًا للرحيل عن الرجل الجالس في شرفته ، الناظر في إتجاه البحر إلى اللاشيء عندما دق جرس الهاتف :

- أحمد، كويس اللي لقيتك ، ساعة زمن وأكون عندك ، وأغلقت الخط !

- عايده ، ياه ، ايه فكرها بيّه دلوقت !

         كانا طفلين ، بكت بشدة عندما نزلت لغرفة البواب ، ولطخ "بسناج الحلة"  فيونكة فستانها البيضاء ، شبّا عن الطوق قليلًا ، كانت تهرب من " دادتها " ليرسم ابن البواب في كراستها عصفورًا أخضر لم ينبت ريشه  بعد !

شبّا عن الطوق سويًا نبت للعصفور الأخضر جناحان حمراوان ، طارا ، وحطّا بقفص الصدر !!

       يوم تخرجه في كلية الفنون الجميلة ، تخرجتْ في كلية الإعلام ، يومها ، قاد عصفور القفص الثورة ، أعلن عصيانه ورفرف ، حطم كل قيوده ، احتضنته وقالت :

- بحبك يا أحمد ... باحبك ... باحبك ... وتوارتْ خجلًا لما اكتشفت أن عيون الطلبة تحملق فيها وتستنكر جرأتها !

      في السابعة مساء كان يدق الباب ويطلب يدها، من خلف العدستين الزجاجيتين النائمتين علي أنف معقوف  قال الشعر الأبيض كالثلج:

- قهوتك بردت ياباشمهندس !

في الطريق إلي باب الشقة لمح طيفها يتسمع فرحتها الموءودة

      في صباح اليوم التالي كانت ضربات الفرشاة تزغرد فوق المساحات البيضاء وترسم عصفورًا بجناح مكسور وتوقيع الرسام.

برأ جناح العصفور فطار يحلق في كل بقاع المعمورة يحمل اسم الفنان ، ويعلن عن فرشاته .

رغم ذيوع الصيت ، كان يحن العصفور الشمس من وقت لآخر لأحضان الكراسة ، فينظر للتلفاز . 

      رغم الشهرة ، لم تمح مساحيق التجميل لعدسات التلفاز دمعة طفلة تبكي بشدة يوم داعبها ابن البواب . ولطخ للفستان فيونكة ، وامتزج العصفور بالوان الفرشاة .

ذاب تمامًا فوق المساحات البيضاء ، تلاشي ليبعث فجأة عصفور أحمر، ترفرف أجنحته الحمراء عبر الهاتف!

.....

طه سنجر



الخميس، 10 يونيو 2021

بتراتيل للكروان واستكانة للعراجين بقلم الشاعرة/د. إكرام عمارة



    أيا حروف مِزٓاجُهٓا من مٓسِير، في مٓرٓايا الغُروب عِتٓابُها، من زفير مُعٓتٔٓق أشواقها من أجيج؛ تندلع حرائق تفرساتها بعد اقتفاء أثرها الظل المُدٓثٔٓر بنهار مُسْتٓمِيت، ورياح ليل غائر تٓكٓسٓرٔٓت على أرصفة ندائه عظام النبض، واستطارت لمدلهمه نُخٓالة البوح سرعان ما تٓنٓحٔٓى لأهازيج أمانيه سٓفٓر الصمت المُلٓغم بتساؤلات موقوتة؛ يُزٓنِٔرها اليقين المُؤبٔٓد المُتٓشح بتراتيل للكروان واستكانة للعراجين، بأفئدة الانتظار المُدٓجٔٓج بدٓحْض التنبؤ ودٓحْر التٓخٓرُٔص ووأد الغياب الفائت.

تٓعٓفُٔها أذكار سديم يحفظ للعهد قداسته؛ يُنذر بسُحب حُبلى لا مخاض لها يُسٓعِٔره الرحيل بل مدرار تفاصيله تسابيح تُجيد العزوف عن الشرود، وتتمتم نياطه بالمغفرة وحُسن لقاء المُعٓمٔٓد بالوتين أواصره.

  أليت، عليك أيها المتنازع الفاطن للمِهْيٓع وماكد التصريد؛كفكفة المبذول من روافد الذكرى بليل للمسفوح من دماء كمد الزعفران السادر، ألحفت بذي مِرة هربزيا يحف بعرشه، الوكر المنافي فترة من الرسل وتباريك الوجيزة الورقاء دون شف لتفاصيل أمضت المشهد وأعيت المبوتق من التراتيل

 عاتب البنفسج نراجس الشوق بعيون الليل المتوجس؛  بإياب النظرة المُسربلٰة بلُهٓاث وٓجْد، واستمراء مايُرهق سُطور الليل من حديث الصمت؛ تأكله نار الصبر الحُبلى بميلاد للشروق السرمدي يهزُٔ إليه جِزع الروح؛ يأنسه الشوق سٓمِٔئٓا، بيقين للعفراء ونجوم الجرأة لسِرِٔك ياوٓرد تٓمٓئٓدتْ لمُهُوره نبضُ المسافات و داج المجهول الآيل للسقوط بهاوية الإصرار المدعوم برِبْقٓة الصدق بعيون اللهفة للصفصاف الحزين لاجنادب تُعيق استرسالها ولا بوم ينعق الفائت من حظ تفانيها.

عشقي سِفْرُ التسليم بمدى يجوبه زُلٓفٌ من اشتياق، و كأنه تدبير بليل لاتهاب نجومه الممشى العوسجي

وأشواك الفراغ البري المزورع ببيدر القلق وبعثرة الحُلم

لكن هيهات ونسارين التوق تعقد بإيوان البشرى وعناق شط الانتظار وموج اللهفة اللائذة بالعبق الأثيري

وكل سُلٔٓامة من نبض التجلي تراتيل ذات أصداء علوية ومشاهد تراسلية؛ تشق الصدر وتقيم المدينة الفاضلة وقبول نقض أفلاطون الأوزوني بروافد التطلع المدعوم بدعوة دنيالية لاعلاقة لها بالتقاويم وقراءة المُهٓال بنثار الغبار على جبين المثار ورُكٓام العابر تشهد فراعين اللحاظ؛ تُبٓدِٔد الصارخ من حٓمْل النهر ومٓخٓاض الإعصار بدولة شرايينن اليقين لااهتراء لنٓزْف أو هُدْنة لعٓزْف محكوم أوتار قيثاره بأنامل يتقفعها الخاطر.

دٓعْ القادمٓ تُنٓادمهُ المُدٓامٓةُ المُعْتٓقٔٓة بأجيج اليقظة ونوافير النبض التلقائية.

  لا طاقة للخمائل وفِخٓاخ الكٓدٓر؛ لايُؤثِٔرُه نحيبُ غرير مُنجزم، عن رديفه بالوصيد، لو أٓنْصٓتٔٓ إليه لوٓدٓدْتٓ منه اقترابا؛ لاموحش المسافات بغاب الغياب، يجتث المُوغٓل بعُنُق الرُوح بزمهرير الركام؛ المُشٓفٔٓر تفاصيله الموثوق وٓطٰرُه بورقات القادم الجاثم على صدر الوعود ،ِبوٓحْيِ تصديق ليراع التٓبتُٔل وٓمِحْبٓرة الأعماق .

  في غيمةٍ خٓبٓأتُ ذاكرتي، ورمقتني بدهشة إحدى الغيمات؛ فأطلقتْ من فورها حٓفْنة من العٓرٔٓافات، يٓخْطُطْنٓ الرمل على أرض الجسد المُمٔٓسٓد طِيْنه بتعاويذ؛ بثها المارق من مُسْتٓقِلِٔي سٓفِين نوح ذات فراغ حملناه على ألواح ودُسُر، وتباريك الجودي لايتأتى ضفافها إلا من أتى البرهان بوحي كظيم لاطاقة للأزلام بفرقد حظها، إن طاشت وخرجت في غير أهلها المنزوع من حكمة أراضيها دعاء العرار ، واستوت على الذهول مآقيها

انزعوا عني تلك الخاصية الملعونة المزروعة بخاصرة آدم وفضول حواء.

   وتبقى الحقيقة الواحدة فوق الفوق فوق؛ما لا ينفد مخزونه ومدده يربو ما بين السماء والأرض وأرحب، تطوافك خلاق بين الحقيقة والعدم والعاهل الراعي لرمانة البقاء إليه القرار ومعاقل النور.

  بقلم/ إكرام عمارة.

الأربعاء، 9 يونيو 2021

وجع...بقلم الشاعرة د.إكرام عمارة


مهلا ؛اتركوا لي رمادا باردا 

                          أدفن فيه، وأسعدا 

مااكتفيتم وسوط الكآبة لي حاصدا 

                         يؤقت الخطو أمعدا 

حتى الرسم بالكلمات؛ تعقبتم 

                   أحبارها بالإخفاق توعدا 

وأقسم من الدنيا قد اكتفيت 

                       ماالمر ؛بشراب أرغدا 

ما لكم وقصيدي تاقت أحرفه تفردا 

      ألم يأنف خيالي؟! بمعانيكم أزهدا 

ما لكم ونهار أركض ببياضه؛كفارس 

           تعشقه الصهوات لامسخ أمردا 

مزقتم الأوراق لليل ؛سكبتم المحبرة 

 على الجدران ؛تأتلق من الحروف الأجود 

عيوني بمخبوئها في السكون 

             يقيم صلاتها، بالكون أرشد

دعكم مني ؛فأنا بينكم غريب 

       زورقي مجدافاه لروحي أمجدا

مهلا ؛اتركوا لي رمادا باردا 

                        أدفن فيه، وأسعدا. 

  بقلم /إكرام عمارة.

الجمعة، 4 يونيو 2021

قرأه فى كف ...بقلم الشاعر / سيد مرسي

 ما حكم الدين في قراءة الكف؟ | الوفد

افتح كفى

اقرؤه...  يقرؤنى

خط العمر كليل ممدود

ولاخر ظلمه

حتى تبيضُّ الحلكة فى رأسى

حتى تغرث قدماى

بشريانى النازف

عبر سنين الغربه

فى داخلي المعتم

داخل قلب الظلمه

داخل زيفى

يقتلنى حينا

يحيينى آخر

تدمع عيناى

يلقف دمعى كفى

تلفحه نار الدمعه

ترديه قتيلًا

خط القلب محروم

ولآخر قطرة دم

تنزف من أجل الحب

الحب شقاء مسطور

فوق جبينى

وسطور الكفّ

كفِّى قدرى

باسم الله عليه

يحمل قلما

يحمل علما

يحمل سكينًا خوف الجوع

يستقطر حبات دموع

تغسل كفِّى

من درن الأيام الموبوءه

أغلق كفى واشدُّ عليه

تتناثر أوردتى

حتى لا تقوى يداى

أن تحمل كفِّى

افتح كفِّى

كى أقرأ كم مر زمان

ألقانى لازلت أعانى

أوردتى....  شريانى

الفكر الشارد مِنِّى

السابح فى ظلمات التيه

فأرى مقصلة الفكر الباليه

عالية بسياط ناريه

تتصيد فكرًا أوشك ان ينمو

تقتصه قبل ان يولد

فأحاول أن أتماسك

أن أصبح أقوى

فأشد يديا

كى انزع مسمارًا فى نعشى

أن أقرأ كفى

لكنى لا أقوى أن أقرأه

بل يقرؤنى

درب مهجور بمدينه

بيت مكسور بقصيده

جندى مهزوم بكتيبه

علمٌ أسلم خديه للأرض

اسمعه يقرؤنى ويقرؤنى

حتى يغشانى ليل أبدى

ومازلت أحاول وأحاول

أن أقرأ كفى..أقرأه

خط حياتى مفصول

خط القلب مفصول

خط شقائى موصول

مكتوب فوق الكف

انت القاتل والمقتول

......

 سيد مرسي ابو زيد



الأربعاء، 2 يونيو 2021

الشجرة ..قصة قصيرة..بقلم الأديب / طه سنجر

 


   
                      

على بعد أمتار قليلة ، من شجرة التوت العتيقة ، شمّر الرجل الخمسيني عن ساعديه وبدأ يحفر حفرة كبيرة  ، ليغرس فيها شجرته ، 

نصحه بعض من أهله :

- ماجدوى أن تزرع توتة أخرى ؟

مادامت الأولي تثمر ، وتظلل حواليها فدان !

وكل أهالي القرية ماذاقوا  توتا ..أشهى من ثمرتها ، توتها الأبيض عسلا مصفى ،  والأسود ، شهدا بشمعه ، 

حتى أطفال القرية ، اتخذوا من أغصانها  مطايا  في الأعياد فما ملت ضجيجا ، وكم تركوا  جراحا وخدوشا على وجهها فما اشتكت .

والأخرى قد لا تثمر ، وقد تضن بأوراقها.. حتى على من يربى دود القز !

وقد تستفحل وتسد مجري الماء ، واحدة تكفي على رأس الفحل !

لم يسمع ، كانت فأسه تضرب وجه الأرض -  بعز مافيه – وبعد صلاة العصر ، كانت شجرته الجديدة ، تقف على بعد أمتارقليلة من شجرة التوت العتيقة ، ممشوقة ا لقوام  ، وبضع وريقات  خضر لينات تداعب  رأسها المكشوف !

مرت عدة شهور، وصاحبنا لاهم له الا شجرته الجديدة ، تعهدها بالسقيا  ، و تحت جذورها كان ينثر  السماد، كان يمني النفس  بطعم آخر للتوت ، من أحضرها اليه قال : 

- انها تثمر توتا أحمر ، ماذاق أهالى القرية مثله من قبل 

كان يسقيها  يوميا ، ثم كل يومين ثم ثلاث مرات في الأسبوع ، وينثر السماد تحت جذورها في الشهر مرتين هذه تعليمات  غرس الأشجار !

 ، والشجرة العتيقة ، على بعد  أمتار، تنظر في هدوء 

علّه  يجىء..ببعض قطر ماء أو حفنة من سماد ، أو حتى يربط الحمار في أحد الفروع ، علّها عليه قد تفىء ، 

علّه يجىء ، يتناول الغداء ، أو يوقد  النيران في فروعها   ليطهى كوب شاي  ثم يغفو لحظتين ، أو يطلق الغناء في آخر الحقول ،   و لمّا لم  يجىء ، 

في آخر النهار ، وعندما كان يهم بالرجوع ،  لفت انتباهه أن شجرة التوت العتيقة قد بدت ذابلة ، شاحبة ، و ألقت بكل أوراقها عالأرض - مع انها في فصل الربيع- 

خيل اليه أنه قد سمع  نحيبا وبكاء ، وخيل اليه أن الشجرة  العتيقة بكل أغصانها وفروعها  تئن وتميل ناحيته لتأخذه  بالأحضان ، وقبل أن تصل اليه ،  تعثر وقع على الأرض مذعورا ، هاله ، أن الشجرة اعتدلت ثانية ، ومالت ناحية  الشجرة الأخرى واستطالت ، ما ان لمستها ، احتضنتها ، سمع  - فرقعة  - قوية

أفاق ، كامرأتين تتزاحمان على رجل واحد، كانت الشجرتان هما والأرض سواء .

......

طه سنجر