امرأةٌ
تفتحُ نافذةً للحلم
صباحاً
وتغلِّقُ كل الأبوابِ
سوى بابٍ
أدخل ..
وأسائلُ عينيها
عن أسرارٍ الماءِ
الطينِ
الرملِ
النارِ
ومكنونِ الأشياءْ
تهزُ الكتفين بسخريةٍ وتقول :
مازلتَ صغيراً ،
لكني أمنحكَ الكشفَ
تفصحُ عن ثدييها ،
وتجردني من ألاعضاء
عضواً
ع
ض
و
ا
وتصوِّبها نحو الماءِ
الطينِ
الرملِ
النارْ
تفورُ الأشياءُ
وتشقُ الصدرَ
يزقزقُ فيه صباحٌ
وتصير شراعاً أركبُه
* * *
المح عصفوراً مغترباً
من غير جناح
وجداراً ينزف خبزاً وضياء
ما هذا ؟
فيردُ شراعي :
هذي مملكة الشعراء
أرى أمي في الشطِّ الثاني
وقد ألقت معطفها ذات مساء
من ضفّرتُ العمرَ بخصلات جدائلها
وقفت عاريةً
في سوقٍ أسود من مرودها
ومنديلا فى الشطِّ الثالث
مصبوغاً بالشوق ممزقْ
مصلوباً فوق جدارٍ
يبكي
ما هذا ؟
فتزاوج دمعاتي المنديل
يصيرُ كيوسف في الجبِّ
شريداً
ونقياً
ويصير كيحيى
ذو الرأس الأبدية يحيا
وتضيعُ سالومي
تضيع
على عتبات المبغى
ألمحُ رجلاً يحمل في القلب عصا
ويصوبها نحو الليل
فيشرق فجراً
يطحن ماءً
يصنع خبزاً وضياء أخضر
ويغني
يزاوج
بين الحلم وبين الماء
وبين الماءِ وبيني
فآكلها
فتزغرد في حلقي
ويغني الرجل الطيبُ أغنيةً
أحفظها
مذ كان حليب الأم على الشفتين
يسيلْ
يؤذنُ هذا الرجلُ الطيبُ فيّ ،
لأصلي صلاة التوبة
يبسم لي
ويلوح من خلف الحجبِّ
يغيب
أسألُ
من هذا الشيخ ؟
يعاودني الصوت
يصرخ فيَ يقول :
كنتُ قبيل الموت أباك !
في الشطِّ الخامس
كمياه سماء طفولتنا الأولى
كشعاعٍ يتساقط من عصفورٍ
رشرشناه على ظلمات مآقينا
علمت أن القلب نديّ ،
فتدلت ..
راحت تخطر فوق بساط القلبِ
خلعتُ العمر على عتباتِ براءتها
استلقت
وما كادت
على الشط السادس
المح عصفوراً مغترباً
من غير جناح
وجداراً ينزفُ خبزاً وضياء
ويردد في صوت هادر :
حان أوان الحلم فأذِّن
واحذرْ !!
واهبط بفؤادك
فوق الأرض لتعلم
فأغني
أؤذن
فوق بساط الأرض الهرمة
واقيمُ صلاة الحلمِ
لكن امرأةً تأتي
تفتح سترتها مساءً
فيفور البحرُ
ويفضُ بكارةَ كلِّ رجالِ الأرضِ
سوى رجلاً
يحملُ فوق الكتفين جبال الثلجِ
ويلبس في القدمين النار
عبد الناصر أحمد
0 التعليقات:
إرسال تعليق