الأربعاء، 7 يوليو 2021

ليل . قصه قصيرة بقلم الاديبة إيمان الطوخي

  


     يد العون التي مدت لها، القشة التي انتشلتها من دوامة أحلامها المؤلمة، دفنت وجهها بين راحتي يديها بألم وحنو ؛ تبللت أصابع كفيها من حبات العرق الغزير المتناثرعلي وجهها، أبعدت يديها ببطئ.. قفز الضوء بخفة قط صغير الي عينيها فأغمضتهما بألم، أزاحت الغطاء عنها فصافحها هواء يناير البارد،  عانقها اشتياقا لها ؛ مرت بضعة أمور لا تتذكرها.. كل ماتعيه الان هي انها في نفس المكان هنا حيث بدء وانتهي كل شئ.

  جثت علي ركبتيها بوهن تنظر أمامها بشرود .. مازالت الذكريات تنهش خلايا عقلها بقسوة، مازال قلبها صغيرًا على أن يتحمله، ألما واشتياقا  لليلها الغائب الحاضر بين ثنايا قلبها المنهك، فكت منديل رأسها ثم اخذت تنظر اليه، هاجمت الذكري الاخيره  بقوه لتلتهم ماتبقي منها، مازالت تتذكر لمسته الحانيه علي وجهها حينما عقص ذلك المنديل حول عينيها طالبا منها ان تبدء العد، وقبل ان تنتهي سيكون قد ذهب الي منطقه الخطر كما كان يسميها ويعود قبل انتهائها، تعالت ضحكاته المتمردة المتحدية لها حتي غاص صوت بين صوت طلاطم الأمواج .انتهت من العد وسهام الخوف تنغرس في قلبها بقسوة ، فكت رباط عينيها بيدين مرتجفتين وهي تنطق بأسمه، نظرت امامها فلم تجد سوى أمواج لبحر ينظر إليها وهو مصاب بألزهايمر متدافع، غربة موحشة دخلتها روحها كطفلة دخلت الي الموت لتختبأ فيه، قصاصات من ورق تطاير في وجه ريح لا تعرف من أين كان، ولا أين يكون، عاندها صوتها فلم يخرج ما احتبس فيها من صراخ، تهاوي جسدها كجير قد سلخته الشمس وتلاعبت به الأيام، فتهدل ومعه سقطت أشياء كانت، تحاملت علي نفسها ثم وقفت بثبات في مهب رياح تتقاذف جسدها الهزيل كالكرة، وجهت بصرها ناحيته للمرة الأخيرة، ثم ربطت منديلها حول عينيها وهي تتجه الي البحر قائلة.... لقائنا الأول وفراقنا الاول.... بعض من أشياء لا يتحملها قلب نبي، وحصار على روح لم تعد من المنفى، هجوم من ألف ناحية على نبؤة لا يعلم أحد تأويلها الا هي، لقاؤنا الأول والأخير بين بداية صفحة مكتوب على سطورها أن تربط على وسطها حزاما من نار، أن تدخل تأوي الي كهف ليس فيه فتية، أن تمسح دمعتين تبقيتا بعد ألف موت، لقاؤنا وختامنا الأول من يناير، تعود للبحر وقد أغلقت عينيها، وهي تمد خطاها، وتفتح ذراعيها، بينما لصمتها صوت..... أغدا ألقاك.

....

إيمان الطوخي


0 التعليقات:

إرسال تعليق