يدخل زميلي اللجنة التي أراقب فيها . يقرأ الكشف الملصق علي
الباب بصوت خفيض وهو يحرك إصبعه ﻷسفل. أحدثه عن إصرار
بعض الطلبة علي الغش عنوة..... وإنعدام ضمير البعض .يرد
علي كلامي بأيات من القرأن والسنة عن الخوف من الوقوف بين
يدي الله للسؤال والحساب . فجأة، يقفز الي آخر الصف ليقف
بجوار طالب بعينه ساردا عليه أحكام الغنة والادغام ومواقع اﻷلف
الممدودة وجواز الوقف والقلقلة .
رغم المباغتة ، يكون رد فعلي أسرع... أتوجه الي باب اللجنة
متظاهرا بالرد علي رئيس مركز المراقبة المعروف بصرامته
وحزمه وانضباطه:
- استاذ غسيني . أنا...هنا.. موجود تحت في لجنة 4 (طلاب
الحرة) . فيه حاجة ؟؟... انت جاي ؟؟؟...طيب .
يقفز زميلي من اللجنة ركضا وقفزا - متخبطا في المقاعد
والطاولات- تاركا وراءه الطالب يناديه فلايلتفت . لم يستطع
الطالب -الذي يترك العاصمة ليختبر في قريتنا الصغيرة - أن يكتب
شيئا .
اقترب من الطالب الذي التبس عليه الامر ولم يكتب شيئا فيسألني
متحيرا :
- هو الاستاذ أمين قال ايه؟؟
- لا اله الا الله محمد رسول الله ... معرفش ...
اكتب اللي تعرفه ...
يسألني مرة أخري فلا أرد.
يقلب الطالب أوراقه البيضاء الناصعة كجثة هامدة ..يتنهد ...يغلق
دفتر إجابته ويخرج .
.....
كمال مصطفى جاد
0 التعليقات:
إرسال تعليق