الخميس، 28 يناير 2021

علي منضدة الحوار الاخير ..قصة بقلم القاص / يسري عزام المرصفي

 قد تكون صورة لـ ‏‏‏٢‏ شخصان‏ و‏أشخاص يقفون‏‏

 
هذه الليلة يأتيني طيفك الساكن في.كسكون الليل، فوق
 
صفحة النيل .اهدهد ملامحك المطلة من وجوه المارين. والوقت كلاجئ فقد اوراقة ، وانا وحدي لا اصلح ان اكون له وطن . امسح 
بعيني تراب الموت عن الكرسي المقابل امامي
 
امد يدي علي المنضدة ، اسقط المسافات بين لقاؤنا الاخير والليلة.؛ ينهض حوارنا الاخير ماسكا بفنجان قهوتك .امسح بيدي الغبار 
عنه .يتخلل بين اصابعي صوتك تماما كملمس يدي حين امررها علي ظهر قطتي .يالا ابتسامتك الخجلي الرائعة تحيل وجهك لفنجان 
قهوة صنعته البنت لحبيبها يوم مجيئه لخطبتها .كلمات حوارك الاخير ميناء ارسي عليه شراع
 
البداية .قلت لي ..اسمعني اخر ما كتبت ياابن عزام
 
_ تحت سنابك خيل الليل تسقط احلامنا ياامجد
 
_ ستسجنك قصائدك يوما ما يايسري، وسأتي لزيارتك
 
فماذا تحب ان احضر لك معي؟
 
قلت لك ساعتها . . اتني بمقهي شكري معك ولا تنسي لعبة الطولة( النرد) وسكن الليل لفيروز وديوان شعر صديقنا الراحل / عبد 
الهادي سرحان ولاتنسي احضار بعض من البن المحوج المفضل لنا ولا تنسي ان تصتحب معك صديقنا الشاعر / يسري شرع وهو 
مكبل بقصيدة اليتيمة
 
قصيدة الدائرة . وحدد مع السجان موعد الزيارة لتكون
 
وقت العصر . فضحكنا كثملين
 
وقلت لي وقتها ..يخرب بيت دماغك..إنت مجنون
 
تحدثنا عن النظام ومعارضيه والفساد الضارب جذوره في انحاء البلاد . تحدثنا عن ادونيس وامل دنقل وديوانه الاخير
 
سقطت دموعنا علي إصدار إسم ديوان صديقنا الراحل / عبد الهادي سرحان. . الملمني كي يسهل مواراتي وكيف تغيرنا جميعا بعد 
موته .
 
اتذكر ياامجد عندما تذكرنا صديقنا الشاعر الراحل / عبد الهادي سرحان انهينا جلستنا .وذهب كل واحد منا . . مصطحبا معه نزيف 
التذكر .فيخرجني الجرسون منك
 
_ يبدو ان صديقك سيتأخر فقد فقد فنجانه حرارته
 
سأحضر له فنجان اخر عندما يأتي
 
فقلت للجرسون لن يحضر
 
كانت الحدود بيننا وبين ذكرياتك مسروقة مني رغم ان الاشياء لم تختلف كثيرا
 
سألني النيل عنك ياامجد وبأئع الفل وبائعة الذرة المشوي
 
اكلت انا نصيبي من كوز الذرة اكلا مغموسا بشرودي فيك
 
وقذفت بنصيبك من كوز الذرة في النيل
 
قسألني النيل...متي ؟!!!!
 
_ قلت له منذ شهر
 
فأحني راسه . . وبكي
 
فقام عشاق النيل الموجودين علي الكرنيش
 
يلتفون حولي يراقبون .. .بكائي والنيل
............
 
 
القاص/ يسري عزام المرصفي
 
 
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق