
قررت الآن
أن أتكلم لغة لا يفهمها إلا الطير
قررت الآن
أن أمشى فى قلب مدينتنا عريانا
لا يدرك تسبيحى
إلا أفراس النهر
و بذور فى بطن الأرض
حبلى بالزهر
لن يدرك معنى أورادى
إلا الله
المعبد فى ظهرى
و امرأة مقتولة
فى ثوب ريفى ذابل
و الكاهن ذو الرأس الأصلع
يقرأ فى أوهامه
-----------------
صرخات و بكاء
-----------------
قررت الآن
أن أتأمل جسد الحصوة
و أكمه أفواه الكثبان الرملية
فأحس بدبة أقدام الجرذان
فوق الريفية
ماتت
و امتد الجسم المبتور
---------------
يا كهان المعبد
هذا الرب المعبود
تحت الأقدام
فإذا حان الوقت لصلبى
فانبش فى الأرض
و سرح هذا الرب
و اغفر لى ذنبى
-------------
الجسد تقدد كالخبز
و أنا أشعل من حقدى نارا
و أدفى أيامى
و أجرب حبات الصبر
و الكاهن يقرأ فى أوهامه
------------
المطر القادم لا ينزل
لا يفتح عينيه
لا يقرأ لى شيئا
و الدرب أمامى
ينهش فى ثوبى
ابتعد قليلا
-----------
الآن انتفخ الساقان
سدوا كل دروبى و دروب الكهان
صرخت فى وجهى أوراق الأشجار
اغسل هذا العار
ألق الجثة فى النهر
----------
يا أشجار
لى شيء فيها
لى سر مكنون فيها
لى قلب يحيا فيها
قلب أخضر ينبض فيها
-----------
لملمت الأيام المنثورة
أغلقت عيون الأحجار
و نسيت الأسماء
كل الأسماء
لن أرفع رأسى ثانية
لن أبصر هذى الأشياء
إنى مزروع فى الأرض
أرضى ترفض كل سماء
----------
أحمد بندارى
0 التعليقات:
إرسال تعليق