الفارس مات
في آخر نفس
والشطآن تعاود سحب الأبسطة الممتدة تحت الأقدام
والفارس يأبى أن ينساق ويسقط في شرك الفقد
الفارس يعدو نحو الأفق ونحو الشمس
يبارك طهر الأوطان الموصودة
في وجه أبالسة الإسفلت
ويشهد..
كل حروب الأزمنة الغابرة
وكل دماء سفكت من أجل
اللاشيء
يساوم عرق الخيل ببعض
مسيس الوجع القابع في كبد الوطن المنسي
وقوم قد مسهم الضر فعقدوا النية أن يهبوه براءتهم
ينهض
فيئن على عتبات الموت
فيركض...
يركض خلف الوهم
وخلف الحلم المنصهر الموطوء بأقدام الجرذان
اليوم تآكل سيف الفارس حين تطاول يعلن رفض الموت
فمات
وحين تطاول يشجب
يمحو آثار العفن المتوطن في الطرقات
الفارس مات ولم يمنحه الموت وساما
أو تمنحه عشور البركة وسما في الملكوت
الآن تيقن
حين اختار بأن يزرع في قلب الخلق حياة
كان يموت
......
محمد الطنطاوي
0 التعليقات:
إرسال تعليق