يَامَرصَفا …. أَنَا قَادِمٌ فِى الحَالِ
فَتَهَيَّئِى ….. للعَاشِقِ الرحَالٍ
خَطّ الْفُرَاقُ عَلَى جَبِينى رَحْلَةً
لاَبُدّ مِنْهَا كَى يَكُونَ وِصَالى
مَهْمَا يَغِيبُ الطَّيْرُ عَن أَغْصَانِهِ
مَأ تَاةَ طٌيْرٌ قَطُّ مِنْ تِرحَالِ
يَامَرصَفا …. مَاغِبْتُ عَنْكِ بِمَقْصِدِى
أَوْ تَاهَ وَجْهُكِ لَحْظَةً بِخَيَالِى
لَاتَسْالِينِى عَنْ غِيَابِى اِنَّنِى
بِالرُّوحِ أَلْقَاكُمْ - فَكَيْفَ سُؤَالِى ؟ !
فَاَنَا الْغَرِيبُ …. وَلَنْ أُسَامِحَ غْرْبَتِى
وَالشَّوْقُ يَرْوِى الشَّوْقَ فِى التِّجْوَالِ
وَكَمَا الْحَجِيجُ تَتُوقُ صَوْبَ مَطَافِهِمْ
فَاَنَا أتُوقُ لِتُرْبَتِى وَمَآلِى
لَاضَيْرَ عِنْدِى أَنْ أُعُودَ مُهَرْوِلَا
أَو زَاحِفَاً …. فَلَسْتُ لَسْتُ أُبَالِى
أَفَلَا يَعُودُ الْمَاءُ نَحْوُ مُزُونِهِ ؟
أِنْ لَمْ أعُدْ …. فَمَا الَّذِى يَبْقَى لِى ؟
يَامَرصَفا … أَتَرَيْنَ حَقًّا أَنَّنَا
كَعَرُوسَةِ الْأَفْرَاسِ والخَيَّالِ ؟
يَامَرصَفا ... أَتَرَيْنَ حَقًّا أَنَّنَا
صِنْوَانُ …. مِثْلَ الجِذْرِ وَالاحْمَالِ ؟
يَامَرصَفا أَنْتِ الْمَلِيحَةُ …. والشَّذَى
قَدْ فَاقَ كُلَّ مَرَاتِبِ الاقْوَالِ
يَامَرصَفا …. أَنْتِ الْمَلِيحَةُ وَالْهَوَى
وَحُرُوفُكِ النَّشْوَى كَمَا المَوَّالِ
لِى فِي رِحَابِكِ صَفْوَةٌ أُهْفُو لَهُم
وَلَكُم نَتُوقُ لِقِصَّةِ وَسِجَالِ
وَلَنَا لِقَاء … فِى "صَالُونِ" المَرصَفِى (1)
هُو لَيْلَةٌ فِينَا بِأَلْفِ لَيَالِى
فِيهَا نُغَرِّدُ …. وَالْوُفُودُ كَثِيرَةٌ
فِى رَوْضَةِ الْأَشْعَارِ والازْجَالِ
وَلَكُم أَقَمْنَا لِلْفُنُونِ مُعَارِضًا
بَيْنَ الرُّسُومِ وَرُؤْيَةِ الْمَثَّالِ
هَذَا "صالُونُكِ" يَامَلِيحَةُ فَاحْفَظِى
فَالْإِرْثُ أِرْثُكِ وَالمَجَالُ مَجَالِى
يَامَرصَفا ... لَكَِ فِى الْقُلُوبِ مَكَانَةٌ
وَلَكِ الْقَوَامَةُ …. يَاشَذَى الاجْيَالِ
وَلَكِ الرِّيَادَةُ …. فَوْقَ كُلِّ مِنَصَّةٍ
وَالْحُسْنُ فِيكِ يَفُوقُ كُلَّ جَمَالِ
وَلَكَمْ ذَكَرْتُكِ فِى جَمِيع مَحَافِلِى
وَبِكِ الْبِدَايَةُ قَبْلَ أَىِّّ مَقَالِ
(ولَكَمْ ذَكَرْتُكِ وَالْحُرُوفُ نَوَاهِلٌ (2)
مِنًى وَفَيْضُ الشِّعْرِ كَالمِنْهَالِ
فَوَدَدْتُّ تَقْبِيلَ الْحُرُوفِ لِأَنَّهَا
نَطَقَتْ بِمَاضٍ خَالِدٍ فَعَّالِ)
-------------------------
من قاع البحر " لرفعت المرصفى
1- إشَارَةٌ إلَى صَالُون رِفِعَت المرصفىى وَقَدْ تَمَّ نُطْقُ كَلِمَتَىْ " صَالُون وصَالُونك " بِتَصَرُّف لِضَبْط تَفْعِيلة بَحْرٌ الْكَامِل
2- إشَارَةٌ إلَى بَيْتِيّ عَنْتَرَة ابْنَ شَدَّادٍ إلَى معشوقته عَبْلَة عِنْدَمَا قَالَ فِيهَا وَهُوَ فِى إِحْدَى مُعَارَكَه:
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ والرِّمَاحُ نَوَاهِلٌ
مِنًى وَبِيضُ الْهِنْدِ تَقْطُرُ مِنْ دَمِى
فَوَدَدْتُّ تَقْبِيلَ السِّيُوفِ لِأَنَّهَا
لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ المُتَبَسِّمِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق