الخميس، 6 سبتمبر 2018

فِنْجَـــــانِي الْأَخِيرْ ...بقلم الشاعر / علي عبد العليم


  
عجبا فإنا قدْ نموتُ

بكلِّ لحظاتِ الغرامْ .

ونعودُ نفرح كلما طالَ الحنينْ ...

ونموتُ شوقًا للحبيبِ

إذا تَجَلَّى

بينَ صَرَخَاتِ السنينْ.

فنهايةُ الدنيا هباءًا في طقوسِ

الشوقِ

أدماهَ الحنينْ.

ونهايةُ الصِّدْقِ الْمُعَطَّرَ

صَارَ صِدْقًا والسنينْ.

صَرَعًا تُعَانِقُ فِي الْمَدَى

أَمَدَ السِّنِينْ .

هَذِي النِّهَايَةُ

فِي دُرُوبِ الْحُبِّ صَارَتْ

بعضُ أوراقٍ

يمزقها الخريفْ .

مَا ظَلَّ مِنْ ذِكْرَى حُرُوفِي

غَيرَ شَيءٍ  قَدْ تَنَاثَرَ

في بِحَارِ الشَّوقِ
 
أَدْمَاهُ الْمَغِيبْ .

أَنَا قَدْ تَرَكْتُ لَكِ النِّهَايَةَ

فَاسْتَرِيحِي مِنْ هَوَى قَلْبٍ

تَعَطَّرَ

فِي حُرُوفِ الشِّعْرِ

أَثْقَلَهُ الرَّحِيلْ .

أَنِّي تَرَكْتُ لَكِ الْقَصَائِدَ

كُلِّهَا

وَتَرَكْتُ قَولَ الشِّعْرَ فِي عَينِيكِ

لَكِنَّنِي حَتْمًا

سَأَحْتَرِفُ الْمَغِيبْ

وَأَتْرُكَ الْكَلِمَاتَ تُبْحِرُ

فِي تَرَاتِيلِ الصَّبَاحِ

لِأَشْتَهِي رَشْفَ السَّمَارِ

مَعَ السَّجَائِرِ

فِي نَهَارٍ بَاتَ يَذْبَحُهُ

الْيَقِينْ .

أَنَا يَا صَدِيقَةُ

قَدْ تَرَكْتُ هَوَاكِ لَحْنًا

فِي مَتَاهَاتِ السِّنِينْ .

وَحَمَلْتُ كُلُّ دَفَاتِرِي

وَنَصَبْتُ أَشْرِعَةَ الرَّحِيلْ .

وَصَنَعْتُ فِنْجَانِي الْأَخِيرْ .

وَرَكَبْتُ هَذَا الْبَحْرُ أَطْمَحُ

أَنْ أُسَافِرَ

تَارِكًا لِلِّرِيحِ بَعْضَ

قَصَائِدِي

حَتَّى يُوارِيهَا الْحَنِينْ .

........

علي عبد العليم





0 التعليقات:

إرسال تعليق